الغاز من الجزائر لكن المستقبل في الرباط.. رئيسة الحكومة الإيطالية تعلن انخراط بلادها في استثمارات الطاقة المتجددة في المغرب
قبل عام، حلت رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني بالجزائر، في رحلة قادتها للقاء الرئيس عبد المجيد تبون، وتوقيع اتفاقيات همت بالأساس القطاع الطاقي في ظل أزمة إمدادات الغاز الطبيعي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لكن الآن اتضح أن روما توجه أنظارها إلى المغرب بخصوص "طاقة المستقبل"، معلنة عن الاستثمار في مجال الطاقات النظيفة.
وتمخضت القمة الإيطالية الإفريقية التي احتضنتها روما يومي 28 و29 يناير الجاري، والتي حملت عنوان "جسر للنمو المشترك"، إعلانا من لدن ميلوني عن استثمارات إيطالية بقيمة 5,5 مليارات يورو، موزعة على 9 دول، هي المغرب والجزائر وتونس ومصر والكوت ديفوار وإفريقيا وكينيا والكونغو الديمقراطية وموزمبيق.
ونقلت شبكة "راي" الإيطالية عن ميلوني أن بلادها حددت 5 مجالات رئيسية ستسعى إلى الاستثمار فيها وتطويرها بإفريقيا، ويتعلق الأمر بالتعليم والتكوين، والصحة، والفلاحة، والمياه، والطاقة، هذا المجال الأخير اختارت المغرب ليكون شريكا لها فيه من خلال إنشاء مركز كبير للتميز في مجال التكوين المهني المتعلق بالطاقة المتجددة.
وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الذي مثل الملك محمد السادس خلال هذه القمة، قد أورد، أمس الاثنين، أن المغرب أضحى رائدا في مجال الطاقات المتجددة على المستويين الإقليمي والقاري منذ أزيد من 15 عاما، لافتا إلى أن هذه الريادة تعززت من خلال الانخراط في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر وتنفيذ مبادرة أنبوب الغاز نيجيريا - المغرب، التي ستساهم في تعزيز الأمن الطاقي لغرب إفريقيا والاتحاد الأوروبي أيضا.
وأوضح أخنوش أنه بفضل رؤية الملك محمد السادس، أطلق المغرب استراتيجيته الأولى لتنمية الطاقات المتجددة في العام 2009، حيث تم تشغيل أول مركب للطاقة الشمسية في ورزازات، ليتم حاليا بلوغ قدرة 560 كيلووات في الساعة، بالإضافة إلى ثلاثة مشاريع كبرى للطاقة الشمسية ستدخل نطاق الخدمة في موعد أقصاه بداية العام 2027 بمنطقة ميدلت.
وقال رئيس الحكومة إن الطاقات المتجددة أضحت تمثل أكثر من 40 في المائة من المزيج الطاقي بالمغرب، في أفق بلوغ 52 في المائة بحلول العام 2030، وأضاف أن المملكة تراهن على مواردها الطبيعية، موقعها الجغرافي الاستراتيجي ورأسمالها البشري، للإقلاع بقطاع الهيدروجين الأخضر، لافتا إلى أن "المغرب يوجد في وضع جيد على خريطة الهيدروجين العالمية".
وأشار أخنوش إلى أن المغرب منخرط في الجهود الرامية إلى حذف الكربون من عالم الغد والمساهمة على نحو إيجابي في تعزيز الأمن الطاقي بالقارة الإفريقية، مسجلا في هذا الصدد أن مشروع أنبوب الغاز المغرب - نيجيريا "يشكل نموذجا للتكامل الإقليمي الذي ينبني على رؤية مشتركة"، مضيفا أن "هذا المشروع الوازن من شأنه تحفيز كهربة العديد من البلدان التي سيعبرها، وتعزيز التنمية الزراعية والصناعية في المنطقة، من خلال الولوج إلى طاقة تنافسية، ومن ثم تحسين الظروف المعيشية للساكنة".